تحتفل المرأة العراقية اسوة بباقي نساء العالم بالعيد السنوي للمرأة الذي يصادف في الثامن من الشهر الجاري وهو يوم له حادثة خاصة بالنساء فقد حدث في مثل هذا اليوم من سنة 1908 ان خرج الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع مدينة نيويورك وحملن قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار «خبز وورود».
استطلاع – محررة الصفحة
طالبت المسيرة هذه بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. شكلت تظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من آذار كيوم المرأة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص هذا التاريخ كيوم للمرأة ايضا ، والمرأة العراقية مثلها مثل باقي النساء تحتفل بهذه المناسبة كونها تمثل لها تاريخاً هي وحدها المعنية باستذكاره حتى يتشارك معها الجميع في الاحتفال ولمعرفة ما يعني للنساء هذا اليوم استطلعت البينة الجديدة آراء عدد من النساء المثقفات وخرجت بهذه الحصيلة..تقول الاعلامية افراح شوقي للبينة الجديدة «في كل عام تطل علينا مناسبة عيد المرأة، ونظل نبحث عن كلمات تليق بالمناسبة لنلقيها في احتفالات ومناسبات وخطب مهللة وملونة، ولاشيء غيرها، وحده سوالاً مهماً يبقى معلقاً وباحثاً عن اجابة، وهو اكبر من كل الاحتفالات والكلمات والشعارات، ترى هل منحنا المرأة في عيدها شيئاً مما تتمنى؟ هل استطعنا تلبية حقوقها الضائعة، واحلامها المسلوبة؟ مئات العراقيات الارامل مازلن ينتظرن على ابواب وزارة العمل ودوائر الحماية الاجتماعية، ورعاية الاسرة، كي ينلن نزرا قليلا من معاش لايكفي معيشة ايام، مئات الخريجات اللواتي عجزن عن طلب الوساطة لاجل العمل، وترجمة شهاداتهن على ارض الواقع، مئات المشاريع النسوية الصغيرة التي لم تجد صداها وبقيت اوراقا مركونة في رفوف الوزارات المختصة، واخيراً لم تزل توسلات المتسولات والمعوزات في الشارع العراقي اليوم تفضح كل سياسي اعتلى منصة الحكم في البلاد ونسي ان يجيب على اسئلة النساء في عيدهن..اما الاعلامية سهى السعدون فقد قالت للبينة الجديدة «ان الاحتفال بهذا اليوم جاء من منطلق الاعتراف بدور المرأة الهام في تطور ونمو المجتمع حيث استطاعت المرأة ان تثبت بأنها لاتقل اهمية عن مكانة الرجل في مختلف المجالات ، الادارية ، والاقتصادية والقيادية ، وهذا ما نلمسه في كيفية ادارتها لاسرتها واهتمامها بتنشئة جيل لبناء المستقبل ، ورغم ما تعرضت له المرأة من تهميش في سنوات غابرة ، الا انها استطاعت وبفضل ارادتها القوية ان تزيح لها مكانا مميزا بجانب اخيها الرجل وتثبت كفاءتها وجدارتها بتولي وتنفيذ المهام المناطة بها ، وانا كأمرأة عراقية افتخر بما حققته المرأة من انجازات في العراق خلال سنوات التغيير ، وهذا مؤشر على اننا نسير بالطريق الصحيح لبناء العراق الجديد ، يدا بيد مع الرجل نصفنا الاخر ومكملنا».بينما تحدثت الشاعرة لميس الشرقاوي للبينة الجديدة بالقول»المرأة هي النصف الأجمل في المجتمع..ومنحها يوما خاصا بها هو تقييم لجهودها ودورها في بناء مجتمع رصين وإنشاء جيل خالي من العقد النفسية..فلطالما كانت المرأة مغيبة الدور في كل العصور والحضارات ومهمشة الفعالية..لذلك فإن تخصيص يوم للإحتفال بها هو تنشيط لدورها المهم في بناء الاسرة والدوله وتقويتها على دعم الرجل بكل ما لديها من قدرات نفسية وعقلية وحتى مادية».بينما قالت القاصة والاعلامية بثينة الحسن « ان المرأة العراقية عانت الكثير من اجل الحصول على حقوقها ، وتعرضت لشتى انواع التعذيب والاضطهاد سواء على مستوى المجتمع او السياسة ، وهي بحاجة اليوم لمن ينصفها ويعيد لها كثير من حقوقها المهضومة فضلا عن حاجتها الى من يعوض لها سنوات اضطهادها ، وبمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي اتمنى على المسؤولين ووزارتي المرأة وحقوق الانسان تشريع قوانين جديدة تحمي المرأة وتمنحها حقوقها العامة والخاصة ، فهي وحتى هذه اللحظة لم تجد ما يمكن تسميتها حقوقاً ، كونها تعيش داخل مجتمع ذكوري يمنع عنها كل ما يمنحها الحرية في الفكر والرأي والعيش «.
9/8/2017, 19:13
