لقد ذكر الله سبحانه وتعالى صفات المنافقين في القرآن الكريم وبينها ولنتناول بعض هذه الصفات :
1ـ الإفساد : قال تعالى ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرْضِ قَالُوَاْ إِنّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلآ إِنّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـَكِن لاّ يَشْعُرُونَ)) البقرة11\12
قال ابن جرير: فأهل النفاق مفسدون في الأرض بمعصيتهم فيها ربهم وركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه وتضييعهم فرائضه وشكهم في دينه الذي لا يقبل من أحد عمل إلا بالتصديق به والإيقان بحقيقته وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشك والريب ومظاهرتهم أهل التكذيب بالله وكتبه ورسله على أولياء الله إذا وجدوا إلى ذلك سبيلاً فذلك إفساد المنافقين في الأرض، وهم يحسبون أنهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها .
عن مجاهد قال يعني إذا قيل لهم لا تفعلوا كذا وكذا قالوا إنما نحن على الهدى مصلحون وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم يقولون إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب
2ـ من صفاتهم أنهم مذبذبون (( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ))فلا هم مع المؤمنين ظاهراً وباطنأ ولا هم مع الكافرين ظاهراً وباطناً بل ظواهرهم مع المؤمنين وبواطنهم مع الكافرين
قال ابن كثير وقال مجاهد مذبذبين بين أصحاب محمد وبين اليهود , عن نافع بن عمر عن النبي مثل المنافقين كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة ولا تدري أيهما تتبع
3ـ من صفاتهم أنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين قال سبحانه وتعالى((بَشّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الّذِينَ يَتّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزّةَ فَإِنّ العِزّةَ للّهِ جَمِيعاً)) النساء138\139
4ـ من صفات المنافقين((وَإِذَا لَقُواْ الّذِينَ آمَنُواْ قَالُوَا آمَنّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىَ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوَاْ إِنّا مَعَكْمْ إِنّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)) البقره14\15
وإذا لقي هؤلاء المنافقون المؤمنين قالوا: آمنا وأظهروا لهم الإيمان والموالاة والمصافاة غروراً منهم للمؤمنين ونفاقاً ومصانعة وتقية وليشركوهم فيما أصابوا من خير ومغنم {وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني إذا انصرفوا وذهبوا وخلصوا إلى شياطينهم .
قال السدي عن ابي مالك في قوله تعالى ((خَلَوْاْ إِلَىَ شَيَاطِينِهِمْ)) مضوا إلى ساداتهم وكبرائهم ورؤسائهم من أحبار اليهود ورؤوس المشركين والمنافقين , وقال بن عباس شياطينهم يعني يهود الذين يأمرونهم بالتكذيب بما جاء به محمد
5ـ من صفاتهم((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنّهُمْ خُشُبٌ مّسَنّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ)) المنافقون 4أي أنهم ذو اجسام جميله لكنهم جبناء فهم مع جمال أجسامهم وفصاحة لسانهم صور بلا معان وطبول جوفاء
6ـ ((صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)) البقرة18
عن ابن عباس قال لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه , لا يرجعون إلى الهدى ولا يتوبون
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
9/8/2017, 19:13
